19/05/2024
أخبار العراق سياسة مقالات وآراء

هل سينخرط العراق في توسيع الحلف الدولي لمحاربة داعش ليشمل “حماس “

IMG 20231026 WA00051

23 نيوز

“لا يمكننا أن نوقف الكلب من النباح ولا الكاذب من الكذب”
(حكمة فرنسية) ..

رأيت من المناسب أن أبدأ بشيء من المقولات الفرنسية الحكيمة بما أنّنا سيقودنا الحديث عن مقترح الرئيس الفرنسي ايمانيويل ماكرون بتوسيع الحلف الدولي لمحاربة داعش ليشمل حماس الفلسطينية ..
هذا الحلف الذي كانت مهمته محاربة داعش في العراق وسوريا وبما أنّ العراق عضو فاعل فيه فإذن الموضوع يخصنا بالدرجة الأساس ..

أقول بالدرجة الأساس لأننا عانينا كثيراً من إرهاب (داعش) والجماعات التكفيرية التي صدّرها لنا الغرب ودرّبها وموّلها ذوي القربى من محيطنا العربي والإسلامي ..

منذ يوم السابع من تشرين الأول الحالي وتداعيات وآثار عملية “طوفان الأقصى” لا تُعَدُّ ولا تُحصى .. تماماً مثل أن تفتح باب مغارة مليئة بالأفاعي والعقارب فتهجم عليك من كل حدب وصوب وَأَنتِ لا تملك إلا خياراً واحداً وهو (القتل) وليس غير القتل ..

(الغرب الجماعي) اليوم يشهد تحشيداً وتعبئة غير مسبوقة أعادت بذاكرتنا إلى أيام الحربين العالميتين الأولى والثانية حين أطلق هذا الغرب آلة دماره وخرابه على العالم بسبب التكالب على النفوذ والسيطرة وفرض الهيمنة ..

المقترح الفرنسي يستبطن ضغطاً على الحكومة العراقية لانتزاع اعتراف منها ولو ضمنياً بأنّ “حماس” لا تختلف عن “داعش” وأنها تمارس الإرهاب ويجب القضاء عليها ..

هذه السردية الغربية بدأ الترويج لها منذ بداية عملية “طوفان الأقصى” ومنذ الساعات الأولى لهذا الفتح المبين على يد أبطال المقاومة الفلسطينية في كتائب القسّام ..

إنّ الذي أثار حفيظة (الغرب الجماعي) هو الموقف العراقي الواضح والجريء والصريح في تسمية الأشياء بمسمياتها ودقة التوصيف في عدم أحقّية أي جهة في الحديث عن الفلسطينيين حيث أعلن العراق وقوفه إلى جانب الشعب الفلسطيني ودعمه في قضيته العادلة ودان الجرائم البشعة التي تمارسها آلة القتل الصهيونبة على الشعب الفلسطيني ..

إنّ مسلسل الضغوطات الغربية على العراق لم ولن ينتهي وهو يتراوح ما بين الضغوطات الاقتصادية تارة وبين الضغوطات السياسية تارة أخرى ..
لكن رب سائل يسأل؛
ما الذي يمكن أن يفعله العراق للتخفيف من حدّة الضغوطات السياسية عليه؟
ماذا يمتلك العراق من (أوراق قوة)؟

أقول بصراحة إذا ما أراد الغرب الاستمرار بهذا النهج الضاغط على حكومة السيد السوداني فإنّ أول شيء يستطيع فعله العراق هو الانسحاب من هذا (التحالف الدولي) وهذا سيجعل من موقف العراق من الضغوطات الغربية موقفاً ثابتاً وسيحظى بدعم شعبي كبير ما دام أنّ العراق كله يؤمن بعدالة القضية الفلسطينية وأنّ من يدافع عنها ويحميها من الاحتلال الصهيوني ليس إرهابياً ولا بربرياً ولا متوحشاً بل كل هذه الصفات وأكثر هي لدى العدو الصهيوني الذي أثبت بما لا يقبل الشك بأنه هو من صنع داعش لا بل هو داعش بعينها ..

ختاماً أقول .. إنّ أيّ تهاون من قبل العراق أو تفريط بقضايا الأمة المصيرية وعلى رأسها القضية الفلسطينية التي تقع في قلب الوعي العربي والإسلامي ستكون فاتحة لضياع العراق حاضراً ومستقبلاً وسينجر هذا على الفصائل العراقية المقاومة والحشد الشعبي المقدس في أن يُصنفهم الغرب على أنهم (إرهاب) لأنهم يمثّلون شوكة في عين الاحتلال الأميركي ولا زالت هذه الشوكة صلبة وقوية ولا يزال أصحاب الأرض ثابتون على طريق المقاومة والصمود ..

يا أبا مصطفى .. أنت مؤتمن على ثوابت العراق في الدفاع عن حقوقه وحماية مقدساته الدينية بعدم السماح بالنيل من المقاومين الشرفاء في العراق وفي فلسطين الأبيّة ..

عاشت فلسطين
عاش العراق
عاشت المقاومة وأبطالها صُنّاع الانتصارات تلو الانتصارات
والخزي والعار لأميركا ولإسرائيل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *