23 نيوز
لم تحبس المنطقة أنفاسها بعد السابع من تشرين الأول الماضي بل تنفّست الصُّعداء بعد أن تخفّفت من حِملٍ ثقيل كان جاثماً على صدرها، حيث كُسِرت عين العدو الصهيوني وشُلّت يداه الأمنية والاستخبارية فأصبح رأسه السياسي يضرب نفسه بالحائط ..
ولأول مرة تخرج الجماهير العربية المنتفضة في تظاهرات شعبية قلّ نظيرها إلى الشوارع وهي تهتف باسم فلسطين والقُدس والأقصى ولم يكن أمام أنظمة الحكم العربية إلا أن تراقب بصمت وترى بأُم عينها حجم الخزي والعار الذي لحق بها نتيجة خضوعها واستسلامها أمام كيان لقيط وأمام سيده الأميركي التي توشك إمبراطوريته أن تغيب عنها الشمس ..
ما يجري اليوم على الحدود العراقية الأردنية ليس حالة فردية بل تتشارك معها حالات عديدة في دول عديدة أبت إلا أن ترفع فلسطين علماً وكلمة حُرّة مقاومة على رؤوس الأشهاد ..
الكل متوثّب وينتظر اللحظة التي ينقضُّ فيها على العدو الوحيد في هذه المنطقة وهو الكيان الصهيونى بعد أن أوغل بسفك دماء الأبرياء من المدنيين العُزّل من نساء وصغار وكبار وأطفال رُضّع ونحن نشاهد مناظر الجثث الغارقة بدمائها ونشتم رائحتها الزكية من خلال شاشات التلفزة في حفلة قتل جماعي أخذت آلة الحرب والدمار الإسرائيلية على عاتقها أن تُكملها إلى آخرها ..
لا مجال للحديث هنا عن سيادة الدول وأمنها القومي بسبب ما يحدث من تظاهرات كبيرة متمركزة على الحدود العراقية الأردنية كما في حالة التظاهرات العراقية والتي شكّلت ضاغطاً على صُنّاع القرار في كلا البلدين ذلك لأنّ مفهوم الأمن القومي ما عاد مفهوماً مُذ دخل هذا الكيان إلى منطقتنا قبل ٧٥ عاماً ..
العراق اليوم في أفضل حالاته وهو يمتلك أوراق ضغط كثيرة وكبيرة يمكن استخدامها الآن في هذا التوقيت تحديداً ..
واحدة من أوراق الضغط هذه هي (ورقة النفط) لما تمثّله من أهمية حيوية ومصيرية للكيان الصهيوني الذي يستفيد منه عِبر الأردن ..
وأقول إنها (ورقة مصيرية) ليس فقط للكيان الصهيونى بل للأميركي أيضاً خصوصاً والعالم يعيش أزمة الحرب الروسية الأوكرانية وقطع إمدادات الوقود عن أوروبا بسبب العقوبات المفروضة على روسيا الاتحادية فكانت النتيجة تضرّر القارة الأوروبية بشكل جماعي وكبير ..
أخيراً أقول يجب على العراق أن يسلك الطريق التي سلكتها السعودية في حرب ٧٣ حين قطعت إمدادات النفط عن الغرب لتحسين موقعها السياسي وإعادة تموضعها في المكان الصحيح حيث يجب أن تكون ..
الكاتب والإعلامي
عادل موسى
